بسم الله العليم، الذي علم الإنسان بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم.
أخوتي في دين الله القويم، لقد جئتكم ضيفاً من دون أن أقصدكم أو كان لي الخيار في ذلك، ولكنها الصدفة أو ربما هو أمر الله.
فقط صورة أشجار النخيل المنتشرة في واديكم، جعلتني أشعر بنشوة هواء صحراوي عليل يتغلغل في صدري وكأني جالس تحت جزع أحدى تلك الشجيرات الظاهرة وسط تلك الصورة. ولم يكن بين يدي من أمنية للوصل فيكم وبواديكم الجميل، غير رسائلي أبعثها إلى أهل لي هناك، ويكفيني الشعور بأمان الوصل وأنا مع أخوة تربطنا أصولنا وديانتنا وعاداتنا الكريمة في محبة الله وضيوف الله.
نعم إني أعترف وأقول لكم الصدق، بأن حاجتي للهروب من عالمي الذي بات غريبا عني، وهذه الحياة القاسية التي يشوبها القهر والكذب والنفاق، وهذا التبدل في المفاهيم بين ممن حولي من البشر، وكأني في عالم آخر، بعيدا عن حقيقة دين الإسلام، وعن عادات العرب وأصالتهم الحميدة.
أخوتي الكرام لن أجعل من حديثي صفة اللوم أو ألقاء الشتائم على أشخاص عشت معهم، وكان منهم أهلي وأصدقائي وجيرتي، فكما قال المثل : إن بصقت إلى الأعلى هناك شاربي وإن بصقت إلى الأسفل هناك ذقني، فكفى أن أقول، الله هو الشاهد عليهم.
أخوتي الكرام، أرجوا أن تقبلوني ضيفا في ناديكم الكريم، وإني أعدكم أن أكون صادق الكلمة، وعبدا موحدا لرب واحد هو الله العظيم لا شريك له، وأن تكون كلمتي بلسما من وحي كتابه القرآن، ولا شيء غير القرآن، عسى أن أكون نبراس نور يلتفت أليه بعض التائهين عن حقيقة دين الله الصحيح.
أخوكم عبد الله:
صفوح الحكيم.
دمشق 30/09/2012